العودة أعاني من قفلة الكاتب

إلّا أن ما يسبّبها لديّ مختلفٌ عن سببها لدى معظم الكتّاب، بل هو أسوء، وهو أنّي لستُ بكاتبٍ أصلًا. هناك فرقٌ بين أن تكون كاتبًا معتادًا على الكتابة والتعبير، بنيتَ أسلوبك الخاص وكلّ ما ينقصك هو رغبةٌ أو فكرةٌ أو إلهام، مستعدٌّ للكتابة ولا تجدُ ما تكتب حوله، وبين أن تكون شخصًا متطفّلًا على الكتابة، لكن به رغبة لاهفة محترقةٌ لاستفراغ ما بداخله من هواجس وأحاديث، أحاديث وأفكار كثيرة متكاثرة، لكنّها بنفس الوقت حبيسةٌ أسيرةُ صندوق حصيلته اللغويّة الفقيرة، تريد الخروج ولا تعرف من أين، يبحث عن الكلمة فلا يجدها، ويمضي ساعةً كاملةً ليكتب فقرة واحدة! فهل تعرف قفلةً أبأس وأعجز ومغلوب على أمرها ولا حول لها ولا قوة أكثر من "قفلةِ الذي يحاول أن يكون كاتبًا"؟ وكذلك هل تعرف معنى "قفلة"؟ لأني لا أعرف، ولا حول ولا قوة إلا بالله.